بعد مُدّة تحليق و دوران حول الأرض دامت 908 يوم إثر مهمّة سرّية للـ US Space Force فرع الجيش الأمركي المختص في العمليّات العسكريّة في الفضاء المفتوح، تمكّنت المركبة الفضائيّة X-37B من العودة إلى سطح الكوكب و الهبوط بنجاح يوم 12 نوفمبر في مدرج الهبوط بمركز Kennedy للفضاء بفلوريدا.
معلومات على المركبة الفضائيّة X-37B
تم في البداية تطوير المركبة Boeing X-37 من طرف مُصنّع الطائرات المعروف بالشّراكة مع NASA في إطار برنامج لوكالة الفضاء الأمريكيّة إنطلق سنة 1999.
و في سنة 2004 و بسبب قطع التّمويل إنتقل المشروع إلى الوكالة الأمريكيّة للبحث العسكري DARPA ثم إلى السّلاح الجو الأمركي US Air Force.
إذا قارنّا X-37B بالمركبات القديمة التي إستعملتها NASA في الرّحلات الفضائيّة، فسنجد أنّها أصغر بكثير من سابقاتها رغم شكلها المتشابه، إذ أنّ طولها يبلغ 8،4 متر و عرضها 4،5 متر و وزنها لا يتجاوز 5 أطنان، الفرق الثّاني هو أنّ المركبة الجديدة يتمّ التّحكم فيها عن بُعد مثل ال drone و لا تحتوي عن قُمرة قيادة.
لإيصال X-37B إلى الفضاء الخارجي، يتمّ الإستعانة بصاروخ Atlas V و Falcon 9، و ذلك بتركيب المركبة في رأس الصّواريخ عند الإقلاع ثم يقع فصلها على إرتفاع 400 كلم لتقوم بمدارها حول الأرض و تهبط بصفة ذاتيّة على المدرج كطائرة عاديّة.
و قد قامت المركبة بعديد الرّحلات و المهمّات التّجريبيّة، إذ قالت Boeing في هذا الصّدد :
" لقد طارت الطائرة الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام الآن أكثر من 1،3 مليار ميل و قضت ما مجموعه 3774 يومًا في الفضاء لإجراء تجارب للشّركاء الحكوميين والصّناعيّين، مع إمكانيّة إعادتهم إلى الأرض للتّقييم "
مهمّات المركبة X-37B
قامت مركبة X-37B بستّة مهمّات إلى حدّ الآن، و المعلومات التي سُرّبت عنها شحيحة جدًا، حتّى أن بعض الخبراء يعتقدون أن NASA بذاتها لا تعلم الكثير عنها.
ففي آخر مهمّة و التي سُمّيت بـ OT-6 تم تحطيم الرّقم السّابق للمركبة في البقاء في الفضاء الخارجي مع القيام بعديد التّجارب منها METIS-2 إختصارًا لـ (Materials Exposure and Technology Innovation in Space) التي تقوم بها NASA و تهتم بتأثيرات الفضاء الخارجي على مختلف المواد و منها البذور.
" يهتم العلماء بمقاومة البذور وحساسيّتها للضّغوط الخاصّة ببيئة الفضاء، ولا سيما الإشعاعات، ستُستخدم تجربة البذور لإنتاج محاصيل فضائيّة لمهام مستقبليّة بين الكواكب وإنشاء قواعد مأهولة بشكل دائم في الفضاء "
و قد تم كذلك تحميل جهاز صُنع من طرف Naval Research Lab مُختبر البحريّة للبحوث، يقوم بإلتقاط أشعّة الشّمس بإستعمال الألواح الشّمسيّة و تحويلها إلى موجات كهرومغناطيسيّة موجّهة نحو الأرض رُبّما يُستعمَل كناقل كهرباء لا سلكي، بالإضافة إلى إطلاق قمر صناعي يحمل إسم FalconSat-8 مُطوّر من طرف طلبة أكادميّة جيش الجو الأمريكي بالإشتراك مع Air Force Research Laboratory مُختبر القوّة الجوّية للبحوث.
و قد علّق Jim Chilton نائب رئيس Boeing Space عن قدرات المركبة:
" منذ إطلاق X-37 لأول مرة ، حطّمت الطّائرة الأرقام القياسيّة و قدّمت قدرة لا مثيل لها لإختبار و دمج تقنيّات الفضاء الجديدة بسرعة "
تعليقات
إرسال تعليق